أشرف على المنتخب الوطني إلى يومنا هذا 35 مدرّبا قبل انقضاء 50 سنة استقلال، تغيّر خلالها الطاقم الفني 45 مرة كاملة بحكم أن هناك عدة مدرّبين أشرفوا على “الخضر” أكثر من مرّة، وهو رقم مخيف يؤكّد أن العارضة الفنية لمنتخبنا لم تعرف الاستقرار كثيرا وسرعان ما تهتزّ بسبب سوء النتائج تارة،
المشاكل الداخلية تارة أخرى، وغيرها من الأسباب التي سنحاول اكتشافها سويا من خلال هذه الرحلة الطويلة، التي سنعرض لكم من خلالها كلّ المدربين الذين أشرفوا على “الخضر”، ومتى ولماذا أقيلوا أو استقالوا من مناصبهم، قبل تسليم المشعل للبوسني “حليلوزيتش”، الذي سيكون المدرب الأجنبي العاشر والرقم 36 في المجموع لمنتخب الجزائر المستقلة.
فيـرود...أول مدرّب للجزائر المُستقلّة
أول من أشرف على المنتخب الوطني بعد الاستقلال كان عبد القادر فيرود القادم من فرنسا، أين كان يشرف على نادي “نيم” بين 1955 و1962، أشرف على أول مباراة للجزائر المستقلة أمام بلغاريا بتاريخ 6 جانفي 1963 بملعب 20 أوت بالعاصمة، وعرفت فوز “الخضر” بنتيجة (2-1) من توقيع زيتوني ومزياني. واقتصرت الخطوات الأولى للمنتخب الوطني بقيادة فيرود على اللقاءات الودية فقط بسبب تأخّر انخراط الجزائر في “الفيفا” و«الكاف” وقلّة المنافسات الرسمية آنذاكـ. حيث واجهت الجزائر منتخب تشيكوسلوفاكيا الأولمبي مرّتين، خسرت في الأولى بثنائية نظيفة ثم فازت في الثانية (4-0)، لتخوض بعدها لقاءين آخرين في ليبيا، خسرت الأول أمام أهلي بنغازي (3-0)، قبل فوزها على أهلي طرابلس (2-3). فكانت حصيلة فيرود من اللقاءات خمسة فقط في ظرف ثلاثة أشهر، قبل أن يقرّر العودة إلى فرنسا أين خاض مشوارا تدريبيا كبير عاد خلاله للجزائر بين 1967 و1969 أين عمل مستشارا فنيا لـ “الخضر