السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الشيخ الفاضل عبد الرحمن
أحد الأخوة يسأل :
ما حكم الشرب من كأس "مشعور" ؟
حيث سمعت من أحد البرامج أنه لا يجوز الشرب
الكأس الزجاجي المشعور و ذلك لأنه تتجمع الجراثيم في هذا الشعر
و قد سمعت أنه قد نُهي عن ذلك و لا أذكر الحديث . انتهى
و للعلم يقصد بمشعور : أي مخدوش
و جزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
الـنَّهي إنما هو عن الشُّرْب مِن الجزء المكسور ، وليس من الكُوب أو الكُوز المكسور .
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : نَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشُّرْب مِن ثُلْمة القَدَح . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وكَرِه أبو هريرة رضي الله عنه أن يشرب الرَّجُل مِن كَسْر القدح . رواه عبد الرزاق .
وروى ابن أبي شيبة عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم أنهما كانا يكرهان أن يُشْرَب مِن ثُلْمة القدح ، أو مِن عند أذْن القَدح .
وروى عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يكرهون أن يُشْرب مِن الثلمة تكون في الإناء ، أو يُشْرَب مِن قِبل أذْنِه .
والنهي للكراهة .
وعَلَّل الخطابي النهي بأنه إذا شَرِب منه تَصبب الماء وسال قَطْره على وجهه وثوبه ، لأن الثلمة لا يتماسك عليها شِفة الشارب ، كما يتماسك على الموضع الصحيح من الكوز والقدح .
وقد عُلِّل النهي بأن الجزء المكسور أو الثُّلَْمة لا يتم تنظيفها جيدا ، فيحتمل أن تتراكم عليها الأوساخ .
قال العظيم أبادي : يُحْتَمَل أن يكون المعنى في ذلك أن موضع الثلمة لا يَنَاله التنظيف التام إذا غُسِل الإناء ، فيكون شُرْبه على غير نظافة . اهـ .
والكراهة لا تتعلّق بالكُوب وإنما تتعلّق بالجزء المكسور فقط ، وهو الـثُّلَْمَة .
فإذا شَرِب من غير الثلمة فلا كراهة .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم