المعروف عن نادي شبيبة القبائل منذ القدم، أنه عندما يقترب موعد مباراة مهمّة يتوجّه اللاعبون إلى ضريح “سيد بانوة” من أجل الدعاء هناك بالتوفيق، لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه العادات تزول شيئا فشيئا.
لكن المهاجم فارس حميتي أبى إلا أن يُحييها لكن على طريقته الخاصة، لم يقصد ضريح “سيد بانوة”، وإنما اختار مكانا آخر غير الذي تعوّد الجميع على قصده، يجد فيه راحته كلما شعر بضيق الخاطر، إنها منطقة “آث يني”. كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا لمّا توجهنا إلى مدينة تيزي وزو على متن سيارة من نوع “كليو 3” التابعة لشركة “الهدّاف”، خصيصا لإجراء “روبورتاج” حيّ للاعب الشبيبة فارس حميتي، خاصة بعدما تألق مؤخرا وأصبح على لسان هواة وعشاق اللونين الأصفر والأخضر. وبعد حوالي ساعة و20 دقيقة دخلنا ملعب أول نوفمبر ومعنا الجائزة التي منحته إيّاه “الهدّاف” باعتباره أحسن لاعب لشهر أفريل، انتظرناه إلى غاية نهاية التدريبات وأخذه حمامه، وبطريقة احترافية جدا طلبنا إذنا من المدرب بلحوت لكي يسمح لنا بإجراء “روبورتاج” مع لاعبه، تفهّم الوضع بلحوت ومنحنا موافقته. لكننا فضّلنا نحن أيضا أن يكون له شرف من يمنح الجائزة للاعب في أجواء لم يسبق لها مثيل داخل غرف الملابس.
غرف الملابس تحوّلت إلى متحف واللاعبون “تالبوه”
وبمجرد دخولنا إلى غرف الملابس ومعنا الجوائز المخصّصة لـ حميتي والمتمثلة في صور عملاقة للاعب، لم يتردّد زملاؤه اللاعبون في الاقتراب منا وحمل الصور، وكلهم أجمعوا على استحقاق الجائزة، وبدؤوا في أخذ الصور قبل أن يستلمها حميتي الذي كان داخل الحمام. وعندما دقت الساعة (11:42)، خرج حميتي من الحمام وطلب منا أن نمهله بعض الدقائق لجمع أغراضه، انتظرناه مدّة لم تتعد عشر دقائق.. دعونا كلا من بلحوت، أدغيغ، وترمول لكي يشاركوه هذه الفرحة، ولم يغادر هؤلاء إلا بعد أن هنؤوه. اصطحبنا معه وفي طريقنا إلى موقف السيارات تجاذبنا أطراف الحديث عن العديد من الأمور خاصة عن حالته المعنوية، وأكد لنا أنه يتواجد في حالة رائعة جدا.